القصيدة الأولى
عنترة العبسي
هو عنتر بن عمرو بن شداد العبسي ، احد فرسان العرب وأغربتها وأجوادها وشعرائها المشهورين بالفخر والحماس ،له قصه ظريفه .. يقال ، كانت أمه أمّة حبشية تسمى زبيبة ، وأبوه من سادات بني عبس وكان من عادات العرب ألا تلحق ابن الأمة بنسبها ، بل تجعله في عداد العبيد ، ولذلك كان عنترة عند أبيه منبوذا بين عبدانه ، يرعى الأبل والخيل ، فربأ بنفسه عن خصال العبيد ، ومارس الفروسية ومهر فيها، وشب فارسا شجاعا هماما ، وكان يكره استعباد أبيه له وعدم إلحاقه به ، حتى غار بعض العرب على عبس ، واستاقوا إبلهم، ولحقتهم بنو عبس ، وفيهم عنترة لاستنقاذ الإبل ،فقال له أبوه :
كر ياعنترة
فقال : العبد لا يحسن الكر، إنما يحسن الحلاب والصر
فقال : كر وأنت حر
فقاتل قتالا شديدا حتى هزم القوم واستنقذ الإبل ، فاستلحقه أبوه ، ومن ذلك الوقت ظهر اسمه بين فرسان العرب وساداتها، وطال عمر عنتره حتى ضعف جسمه وعجز عن شن الغارات، ومات قبيل البعثة
------------------------------------------------------------
أم هــــل عرفت الدار بعد توهم
وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
فدن لأقـــــــضي حاجة المتلوم
بالحزن فالــــــــصمان فالمتثلم
أقوى وأقفز بــــــــــعد أم الهيثم
عسراً على طلابـــك ابنة مخرم
زعما لعمر أبيك لــــيس بمزعم
مني بمنزلة المحــــــب المكرم
بعنيزتين وأهلنا بــــــــــــالغيلم
زمت ركابكم بليل مظـــــــــــلم
وسط الديار تسف حب الخمخم
سوداً كخافية الغراب الأسحـــم
عذب مقبلهُ لذيذ المطعـــــــــم
سبقت عوارضها عليك من الفم
غيث قليل الدمن ليس بمعلــم
فتركن كل قرارة كالدرهــــــــم
يجري عليها الماء لم يتصـــــرم
غرداً كفعل الشارب المترنــــم
قدح المكب على الزناد الأجذم
وأبيت فوق سراة أدهم ملجـم
نهد مراكله نبيل المحـــــــــزم
لعنت بمحروم الشراب مصرم
تطس الأكام بوخد خف ميثـــم
بقريب بين المنسمين مصلــم
حزق يمانية لأعجم طمطــــــم
حدج على نعش لهن مخيـــــم
كالعبد ذي الفرو الطويل الاصلم
زوراء تنفر عن حياض الديلــــــم
وحشي من هزج العشي مؤوم
غضبي اتقاها باليدين وبالفــــم
بركت على قصب أجش مهضم
حش الوقود به جوانب قمقـــــم
زيافة مثل ا لفنيق المكــــــــدم
طب بأخذ الفارس المستلــــئم
سمح مخالقتي إذا لم أظلــــــم
مر مذاقته كطعم العلقـــــــــــم
ركد الهواجر بالمشوف المعلـــم
قرنت بأزهر في الشمال مفدم
مالي وعرضي وافر لم يكلـــــم
وكما علمت شمائلي وتكرمــي
تمكو فريصته كشدق الأعلــــم
ورشاش نافذة كلون العنـــــدم
إن كنت جاهلة بما لم تعلمــــي
نهد تعاوره الكماة مكلــــــــــــم
ياوي الى حصد القسي عرمرم
أغشى الوغي وأعف عند المغنم
لا ممعن هرباً ولا مستســـــــلم
بمثقف صدق الكعوب مقـــــــوم
ليس الكرمي على القنا بمحرم
يقضمن حسن بنانه والمعصــــم
بالسيف عن حامي الحقيقة معلم
هتاك غايات التجار ملـــــــــــــــوم
أبدى نواجذه لغير تبســـــــــــــــم
خضب البنان ورأسه بالعظلــــــــم
بمهند صافي الحديدة مخـــــــــذم
يحذي نعال السبت ليس بتــــوأم
حرمت علي وليتها لم تحـــــــــرم
فتجسسي أخبارها لي واعلـمي
والشاة ممكنةٌ لمن هو مرتــــــــم
رشإ من الغزلان حر أرثــــــــــــــم
والكفر مخبثةٌ لنفس المنعـــــــــم
إذ تقلص الشفتان عن وضح الفـم
غمراتها الأبطال غير تغمغــــــــــم
عنها ولكني تضايق مقدمـــــــــي
يتذامرون كررت غير مذمــــــــــــم
أشطان بئر في لبان الأدهـــــــــم
ولبانه حتى تسربل بالــــــــــــدم
وشكى إلــــــــى بعبرةٍ وتحمحم
ولكان لو علــــــــم الكلام مكلمي
قيل الفـــــــوارس ويك عنتر أقدم
من بين شيظـمةٍ واجرب شيظم
قلبي وأحفـــــــــــــزه بأمر مبرم
للحرب دائرةٌ على ابني ضمضم
والناذرين إذا لم الـــــــقهما دمي
جزر السباع وكل نســـــر قشعم
هل غاذر الشعراء من متـــــــردم
يا دار عبلة بالجواء تكـــــلمــــــــي
فوقفت فيها ناقتي وكـــــأنــــــــها
وتحل عبلة بالجواء وأهلــــــــــــــنا
حييت من طلل تقادم عهـــــــــــده
حلت بأرض الزائرين فاصبحــــــــت
علقتها عرضاً وأقتل قومهــــــــــــــا
ولقد نزلت فلا تظني غيــــــــــــــره
كيف المزار وقد تربع أهــلـــــــــــها
إن كنت أزمعت الفراق فإنـــــــــــما
ما راعني إلا حمولة أهلــــــــــــــها
فيها اثنتان وأربعون حلــــوبـــــــــةً
إذ تستبيك بذي غروب واضــــــــح
وكأن فارة تاجر بقسيــــــــــــــــمة
أو روضة أنفاً تضمن نبتــــــــــــــها
جادت عليه كل بكرٍ حــــــــــــــــرةٍ
سحا وتسكابا فكل عشيــــــــــــة
وخلا الذباب بها فليس ببـــــــــارح
هزجاً يحك ذراعه بذراعــــــــــــــه
تمسى وتصبح فوق ظهر حــشية
وحشيتي سرج على عبل الشوى
هل تبلغني دراها شــــــــــــدنيه
خطارة غب الســـــــــــــرى زيافه
وكأنما تطـــــــــــس الأكام عشية
تأوي له قـــــــلص النعام كما أوت
يـــــــــــــــــتبعن قلة رأسه وكأنه
صعل يعود بذي العـــشيرة بيضه
شربت بماء الدحرضــين فاصبحت
وكأنما تنأى بجانــــــــــب دفها الـ
هر جنيب كلــــــــــــــما عطفت له
بركت على جنب الرداع كأنــــــــما
وكأن ربا او كحيلاً معقـــــــــــــــداً
ينباع من ذفرى غضوب جســــره
إن تغدفي دوني القناع فإننـــــي
أثني علي بما علمت فإننــــــــي
وإذا ظلمت فإن ظلمي باســـــــل
ولقد شرب من المدامة بعـــــدما
بزجاجة صفراء ذات أســـــــــــــرةٍ
فإذا شربت فإنني مستهـــــــــلك
وإذا صحوت فما اقصر عن نـــــدى
وحليل غانية تركت مجـــــــــــــدلاً
سبقت يداي له بعاجل طعــــــــنه
هلا سألت الخيل يا ابنة مالـــــــك
إذ لا أزال على رحالة سابــــــــــح
طوراً يجرد للطعان وتـــــــــــــــارةً
يخبرك من شهد الوقيـــــــعة أنني
ومدجج كره الـــــــــــــــــكماة نزاله
جادت له كــــــــــفي بعاجل طعنةٍ
فشككـــــــــت بالرمح الأصم ثيابه
فــــــــــــتركته جزر السباع ينشنه
ومشك سابغةٍ هتكت فروجــــــها
ربذ يداه بالقداح إذا شتـــــــــــــــــا
لما رآني قد نزلت أريـــــــــــــــــده
عهدي به مد النهار كأنمـــــــــــــــا
فطعنته بالرمح ثم علوتــــــــــــــه
بطل كأن ثيابه في سرحـــــــــــةٍ
يا شاة ما قنص لمن حلت لــــــــه
فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبـي
قالت رأيت من الأعادي غـــــــــرةً
وكأنما التفتت بجيد جدايــــــــــــةٍ
نبئت عمراً غير شاكر نعمتـــــــي
ولقد حفظت وصاة عمي بالضحى
في حومة الحرب التى لا تشتـكي
إذ يتقون بي الأسنة لم أخـــــــــــم
لما رايت القوم أقبل جمعهــــــــــم
يدعون عنتر والرماح كأنــــــــــــــها
مازلت أرميهم بثغرة نحـــــــــــــــره
فازور من وقع القنـــــــــــــــا بلبانه
ولو كان يدري ما المحاورة اشتكى
ولقد شفى نفسي وأذهب سقمها
والخيل تقتحم الــــــــــخبار عوابساً
ذلل ركابي حيث شئت مشايعي
ولقد خشيت بأن أموت ولم تكن
الشاتمي عرضي ولم أشتمهما
إن يفعلا فلقـــــــــد تركت أباهما
ارجو ان تانل اعجبوك تـــحـــياتــــــــــــــى قلب الشامسي