بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
- لا أريد الإطالة عليكم... إنما هنالك كلمات خفيفة وأحكام عظيمة ... أريد تذكيركم بها ... عسى الله أن ينفع بها و أن تكون خالصةً لوجه ...
كما تعلمون أن في شهر ذي الحجة يسن التقرب إلى الله بذبح الأضاحي:
وهي سنة مؤكدة في أصح قولي العلماء, وتصبح مؤكدة في حق القادر عليها ومن عنده سعة من المال ولكنها ليست واجبة.
لقول أنس - رضي الله عنه - : (( ضحّى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين, ذبحهما بيده و سمّى و كبّر ووضع رجله على صِفاحِهِما )).
(صِفاحِهِما): "الصفحة هي العنق"
وقال ابن القيّم رحمه الله : ولم يكن صلى الله عليه وسلم يدع الأضحية.
فليحرص المسلم عليها لأن فيها امتثال أمر الله -عز و جل- بذبح القربان على اسمه وحده لا شريك له, و إحياء سنة أبينا إبراهيم عليه السلام وإقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم.
هناك تنبيه مهم وهو أنه إذا دخل عشر ذي الحجة فيُحرم على من أراد أن يضحي أن يأخذ من شعره أو أظافره أو بشرته شيئا حتى يضحي يوم العيد.
وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته ولا إثم عليه فيما أخذ من قبل النية. وذلك لما روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إذا رأيتم هلال ذي الحجة و أراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره و أظافره )).
والحكمة في النهي: أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار, وقيل: التشبه بالمُحِرم. (قاله النووي في شرح مسلم).
فائدة هذا النهي خاص بصاحب الأضحية لا المُضحى عنه من زوجة أو أولاد فلا يعمهم النهي
لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي عن أهل بيته ولم ينقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك.
ومن أخذ شيئا ً من أظفاره أو أبشاره أو شعره ناسيا ً فلا شئ عليه أو كالذي به أذى في شعره أو ظفره. أما العامد فهو آثم ولا كفارة عليه بل عليه التوبة والاستغفار.
أسال الله أن يهيئ لنا من أمرنا رشدا و أن يوفقنا لعمل الصالحات و أن يجعلنا من عباده المخلصين وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...