قال أبو نصر كشاجم يصف صديقه البخيل
صديق لنا من أبرع الناس في البخل .... وافضلهم فيه ، وليس بذي فضل
دعاني كما يدعو الصديق صديقه .... فجئت كما يأتي إلى مثله مثلي
فلما جلسنا للطعام رأيته ... يرى أنه من بعض اعضائه اكلي
ويغتاظ أحيانا ويشتم عبده ..... فأعلم ان الغيظ والشتم من أجلي
فاقبلتُ استلُّ الغداء مخافةً .... وألحاظ عينيه رقيبٌ على فعلي
أمدُّ يدي سرَّا لأسرق لقمة ... فيلحظني شزرا فأعبثُ بالبقل
إلى أن جَنتْ كفي علىَّ جنايةً ... وذلك أن الجوع أعدمني عقلي
فجرَّت يدي للحين رجل دجاجة .... فجُرَّت كما جرَّت يدي رجلها رجلي
وقدَّم من بعد الطعام حلاوة .... فلم استطع فيها أمرَّ ولا أحلى
وقمتُ لأني كنتُ بيَّتُّ نيةً ...... ربحتُ ثواب الصوم مع عدم الأكل